مساحة حرة

“دورة التوت الكتاكيت فيها بتموت”.. «عبسي»: الدورة السابقة كارثية والحالية أفضل حالا

كتب – أحمد أنور

يشهد قطاع تربية الدواجن في مصر تحديات متزايدة مع بداية فصل الصيف، الذي يحمل في طياته تقلبات جوية حادة وظهور سلالات فيروسية جديدة تُهدد استقرار المزارع، وفي هذا السياق كشف المهندس أحمد نادي عبسي، أحد مربي دواجن التسمين بالجيزة، في تصريحات خاصة لـ «هواها بيطري» عن هذه التحديات، مؤكدا أن الموسم الحالي يتميز بـ «قواعد استثنائية» تتطلب استراتيجيات مغايرة للتعامل معها.

ويُشير عبسي إلى مصطلح يعرف في أوساط المربين بـ “دورة التوت”، والتي تمتد خلال شهري أبريل ومايو، والتي تُعرف بتقلباتها المناخية الشديدة، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 14 درجة مئوية ليلا لتصل إلى 40 درجة مئوية نهارا وهذا الجو يخلق بيئة مثالية لانتشار الفيروسات الشنيعة، وبحسب عبسي: “كالمعتاد كل سنة، 10% أو 20% فقط من القطيع ينجو من هذه الدورة، ورغم أن حدة الفيروسات بدأت تهدأ حاليا، إلا أن تأثيرها على الدورة الماضية كان كارثيا”.

وعلى صعيد متصل، أكد عبسي على عامل جودة الكتاكيت الذي يعد من أهم التحديات التي واجهت المربين خلال الدورة الماضية، مُعربا عن استيائه من بعض الشركات التي استغلت ارتفاع الأسعار لبيع كتاكيت ذات جودة متدنية، قائلاً: “بسبب ارتفاع سعر الكتكوت، كانت هناك أمهات في السوق لا تصلح للتربية”، مضيفا أن بعض الكتاكيت كانت مصابة بـميكوبلازما وأمراض تنفسية أخرى، رغم وصول سعر الكتكوت إلى مستويات قياسية؛ هذا الأمر تسبب في خسائر فادحة للمربين، مما دفع الكثيرين إلى الخروج من السوق.

ومع ذلك؛ يبدي المهندس عبسي تفاؤلا حذرا بشأن المستقبل، فمع انخفاض أسعار الكتاكيت حاليا بشكل كبير، ومع خروج القطعان الأم التي تعاني من مشاكل صحية من السوق، يتوقع عبسي أن 80% من الكتاكيت القادمة ستكون “سوبر”، كما يعتقد أن ارتفاع درجات الحرارة في ذروة الصيف سيساهم في القضاء على الفيروسات، مما يبشر بدورة إنتاج أفضل.

أما عن أسعار الأعلاف والتي تعد المحرك الأساسي للتربية؛ قال عبسي أنها ارتفعت بمقدار 500 جنيه مصري للطن، ويرجع هذا الارتفاع إلى الخوف من التوترات الإقليمية الحالية، مع مخاوف من زيادات أخرى قد تصل بأسعار الأعلاف إلى مستويات غير مسبوقة.

وعلى صعيد التحصينات، أشار المهندس أحمد نادي عبسي إلى مفارقة غريبة، حيث يرى أن “التحصينة الأرخص في السوق، مثل العباسية، تُعد الأكثر فعالية حتى الآن”، بينما تظهر بعض التحصينات الأخرى ذات التكلفة المرتفعة، والتي تصل إلى 6 جنيهات للفرخة الواحدة ضعفا في التصدي للفيروسات المنتشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى