تحصين وتهوية الدواجن في فصل الصيف ..تحديات ميدانية وحلول علمية
كتب-محمد اشرف
مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف ذروته، تتزايد التحديات التي تواجه مربي الدواجن، لاسيما خلال المراحل الأولى لتربية الكتاكيت. وبين تقلبات الطقس واشتداد الإجهاد الحراري، يصبح التحكم في البيئة الداخلية للعنابر ضرورة لا خيارًا، للحفاظ على صحة الطيور وضمان استقرار الإنتاج. وفي هذا السياق، يبرز الدور الحيوي لأنظمة التهوية الحديثة وبرامج التحصين الدقيقة، كخط دفاع أول لمواجهة الضغوط المناخية. “هواها بيطري” التقى الدكتور عبدالرحمن محمد الطحان، الطبيب البيطري بالمحلة الكبرى، للحديث عن أبرز الإشكاليات الميدانية خلال الصيف، والحلول العلمية التي تضمن تربية آمنة وإنتاجية مستقرة.
وفي تصريح خاص لـ”هواها بيطري”، أكد الدكتور عبدالرحمن محمد الطحان، الطبيب البيطري بالمحلة الكبرى محافظة الغربية ،أن الحفاظ على درجة حرارة العنبر عند 33 درجة مئوية خلال أول ثلاثة أيام من حياة الكتكوت يُعد أمرًا ضروريًا لضمان ثبات الحالة الصحية وتفادي ضعف المناعة الناتج عن الإجهاد الحراري.
الكتكوت في بداية التربية… تفاصيل حرجة
أوضح الدكتور الطحان أن وزن الكتكوت في بداية التربية يكون في حدود 40-43 جرامًا وهو ما يعادل وزنًا حيًا إجماليًا يقدّر بـ3.5 كجم ونصف للقطيع، مما يشكل ضغطًا كبيرًا على الجهاز التنفسي والمناعي للكتكوت إذا لم يتم توفير بيئة مناسبة.
وأشار إلى أهمية تشغيل أنظمة التبريد والتهوية بكفاءة داخل العنابر، خاصة في الفترات من 12 ظهرًا حتى 3 عصرًا، حيث تصل درجات الحرارة إلى ذروتها. كما شدد على ضرورة توفير المياه وفيتامين C بكميات كافية للتخفيف من آثار الإجهاد الحراري.
إجراءات وقائية دقيقة
أوصى الدكتور الطحان بضرورة تأخير تنزيل العلف إلى ما بعد وقت الذروة، وتحديدًا في الساعة 3 عصرًا، لتجنب التعرض لصدمة حرارية، خاصة في ظل تقلبات الطقس المفاجئة التي تحدث ما بين 3 صباحًا و12 ظهرًا. وأضاف: “نعمل داخل عنابر مغلقة بنظام Heater، ويتم إعطاء أمر مباشر لتشغيل نظام التبريد بمجرد ارتفاع الحرارة، لكن يجب الانتباه لتفادي دخول تيارات هوائية مفاجئة قد تؤدي إلى مشاكل تنفسية، أبرزها النيوكاسل.”
توصيات ميدانية هامة
وأكد الدكتور الطحان أن المتابعة الدقيقة لتقارير هيئة الأرصاد الجوية أصبحت جزءًا أساسيًا من العمل اليومي داخل المزارع، حيث يتم إعداد برامج تشغيل تعتمد على توقعات درجات الحرارة وسرعة الرياح. وأصدر عددًا من التوصيات الفنية، أبرزها:
• التحصين المبكر للدواجن خلال أول 3 أيام، وتعديل نظام التهوية بما يتناسب مع درجات حرارة تتراوح بين 22 إلى 32 درجة مئوية.
• مواجهة الإجهاد الحراري بفيتامين C لدعم مناعة الطيور.
• تنظيم عملية التحصين بين 500 إلى 1000 طائر في كل دفعة، مع التأكد من استخدام لقاح جيد يتم حفظه وتطبيقه في درجة حرارة مناسبة.
واختتم الدكتور الطحان حديثه بالتشديد على أهمية وعي العاملين داخل المزارع بأهمية هذه التعليمات وتطبيقها بدقة، حفاظًا على صحة القطيع وضمان إنتاجية عالية في ظل صيف شديد الحرارة.