تأثير التغيرات المناخية على قطاع الثروة الحيوانية وكيفية مواجهة تداعياته
كتب – أحمد أنور
أظهرت أحدث الدراسات أن التغيرات المناخية تؤثر سلبًا على منتجات الثروة الحيوانية ليتراجع الإنتاج 1.14%، والدواجن تراجعت بنحو 2 % مما أدي إلى ارتفاع أسعارها. لذلك؛ توصي الدراسات بضرورة إدخال تعديلات جذرية على أنظمة الإنتاج والإدارة لقطاع الإنتاج الحيواني، بما في ذلك حزم التعديل البيئي الموصى بها التي تتضمن مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى تحسين الأداء البيئي للمنشآت والمشاريع، وتقليل تأثيرها السلبي على البيئة. هذه الحِزم تشمل عدة جوانب مثل: إدارة النفايات، ترشيد استهلاك الموارد، استخدام تقنيات صديقة للبيئة، وتعزيز الوعي البيئي.، بالإضافة إلى ضرورة تطوير برامج أعلاف محلية الصنع منخفضة التكلفة.
وقال الأستاذ الدكتور المعتز بالله محفوظ الشعراوي، رئيس قسم فسيولوجيا الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني التابع لمعهد البحوث الزراعية، في تصريحات خاصة لـ «هواها بيطري» إن التغيرات المناخية أصبحت واقعًا نعيشه، وليست مجرد توقعات علمية. ما نشهده من ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة، وتقلبات حادة في الطقس، كلها عوامل تؤثر بشكل مباشر على الحيوانات، خصوصًا تلك غير المتأقلمة مع الظروف البيئية في مصر، مؤكدًا إننا نعيش مرحلة يجب فيها التعامل مع المناخ كمؤثر رئيسي على الإنتاج لذلك على المربين أن يراعوا ذلك في كل قراراتهم: من اختيار السلالات، إلى تصميم المزرعة، إلى نوعية التغذية والإدارة اليومية فالتأقلم ليس رفاهية، بل أصبح ضرورة اقتصادية وبقائية.
وأشار رئيس قسم فسيولوجيا الحيوان إلى أن سلالات الأبقار الموجودة في مصر تنتمي في الأصل إلى ماشية المناطق الباردة، وهي لا تتحمل درجات حرارة مرتفعة كما هو الحال في الصيف المصري، حيث تتجاوز الحرارة بكثير النطاق المثالي لها (5 – 25 درجة مئوية)، مما يؤدي إلى إجهاد حراري يقلل من كفاءة الحيوان في إنتاج اللبن، لأنه يبدأ في استخدام طاقته لمحاولة التكيف مع الحرارة بدلًا من توجيهها للإنتاج. فتقل شهيته، ويرتفع معدل تنفسه، ويقل استهلاكه للغذاء، وكلها عوامل تؤدي إلى انخفاض كمية اللبن، وجودته من حيث محتوى الدهن والبروتين، مضيفًا أن الماشية المخصصة للتسمين، يقل لديها معدل، وهذا يؤدي لخسائر اقتصادية واضحة للمربين.
وأضاف إلى التأثير يمتد ليصل إلى التناسل والتكاثر، فمظاهر الشياع تقل في الظهور، ومدتها تتناقص، مما يصعب على المربي اكتشافها. كما أن درجات الحرارة المرتفعة قد تسبب إجهاضات أو فقدًا جنينيًا، حتى وإن كانت الحيوانات قد لُقحت بسائل منوي عالي الجودة أو طلوقة ممتازة.
ووجه الشعراوي بضرورة اختيار السلالات الأكثر تأقلما مع البيئة المصرية، مثل البلدية أو الخليطة، والتي تتحمل درجات الحرارة، بجانب تقليل الإجهاد الحراري بالطرق البسيطة، عن طريق رش الحيوانات بالماء في فترات الظهيرة ما بين من 3 إلى 4 مرات يوميًا، لمدة 3 إلى 10 دقائق بمكان جيد التهوية وغير رطب، ويمكن للمزارع الكبري أن تستثمر في تقنيات التبريد والتهوية الآلية، واستخدام مظلات ومراوح، وأنظمة رش ذكية.
وأوضح إنه يمكن استخدام بعض الإضافات العلفية مثل: فيتامين هـ والسيلينيوم، خاصة في فترة ما بعد الولادة وأثناء التلقيح. كذلك، الخمائر لما لها من دور مهم في تحسين هضم الألياف، وبالتالي رفع كفاءة التغذية، ناصحًا المربين بزراعة واستخدام الشجيرات العلفية مثل الأكاسيا، لما توفره من تغذية مستدامة ومتأقلمة مع المناخ.