بعد 500 يوم.. ماذا قدمت مبادرة “اسأل واستشير” لمزارعي سيناء ؟
كتب-محمد اشرف
أصدر مركز بحوث الصحراء تقريرا يستعرض جهود مبادرة “اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير” التي أطلقها المركز لخدمة مزارعي سيناء منذ حوالي 500 يوم. وتهدف المبادرة إلى دعم التنمية الزراعية المستدامة في المناطق الصحراوية وتعزيز التجمعات الزراعية في إطار التوجه الاستراتيجي للدولة.
وأوضح الدكتور حسام شوقي، رئيس مركز بحوث الصحراء، أن إطلاق المبادرة جاء تنفيذًا لتكليفات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، لدعم مشروع التجمعات الزراعية المتكاملة في شمال وجنوب سيناء. ويعد هذا المشروع من أهم المشروعات التنموية الزراعية التي تهدف إلى إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا متكاملًا. وتركز المبادرة حاليًا على خدمة 16 تجمعًا بهدف تحقيق التنمية الزراعية والاجتماعية لحوالي 2122 أسرة في سيناء، وذلك ضمن الخطة القومية لزيادة الرقعة الزراعية وتحقيق الاستقرار الأسري والاقتصادي.
وأشار رئيس المركز إلى أن المبادرة حققت منذ إطلاقها العديد من الإنجازات الهامة على أرض الواقع. فقد تم توزيع أكثر من 150 ألف شتلة زراعية معتمدة بهدف دعم التنوع الزراعي في المنطقة. كما تم تنظيم 30 دورة تدريبية وورشة عمل استهدفت بناء قدرات المزارعين وتعزيز مهاراتهم الفنية والإدارية في مختلف جوانب الزراعة الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، نفذت المبادرة أكثر من 200 زيارة ميدانية للمزارع والتجمعات الزراعية بهدف متابعة التحديات التي تواجه المزارعين واقتراح حلول عملية وفورية لتلك المشكلات.
وفي إطار التواصل المستمر مع المزارعين، ذكر الدكتور شوقي أنه تم الرد على أكثر من 1200 استفسار فني عبر الوسائل الميدانية والإلكترونية المختلفة، مما ساهم في توفير الدعم اللازم للمزارعين في الوقت المناسب. كما تم حل 300 مشكلة زراعية ميدانية بشكل فعال، الأمر الذي انعكس إيجابًا على تحسين الأداء الزراعي وزيادة الإنتاجية في المناطق المستهدفة.
ولتعزيز جهود التوعية، قامت المبادرة بإصدار أكثر من 50 نشرة وكبسولة فنية مبسطة تركز على أهم الممارسات الزراعية الحديثة والمستدامة. كما تم إنتاج 4 أفلام وثائقية تعليمية عرضت قصص النجاح والتطور الزراعي في التجمعات المستفيدة، مما ساهم في نشر المعرفة الزراعية بأساليب عملية ومبسطة تتناسب مع طبيعة المزارعين المستهدفين. وأكد رئيس المركز أن هذا الجهد التراكمي يعكس حجم العمل الميداني الكبير الذي تم بذله خلال الفترة الماضية، ويؤكد على الرؤية الواضحة للمبادرة في الاعتماد على التنمية المعرفية والعملية كركيزة أساسية لتحقيق استدامة حقيقية في القطاع الزراعي بسيناء.
وأوضح الدكتور شوقي أنه مع مرور أكثر من 500 يوم على انطلاق المبادرة، تواصل “اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير” تقديم خدماتها بنفس الزخم والتوسع، مدعومة بخطط مستقبلية تهدف إلى تغطية كافة التجمعات الزراعية الثمانية عشر في سيناء. كما يجري العمل على تطوير أدوات الدعم الفني من خلال تعزيز استخدام التطبيقات الذكية وقنوات التواصل الإلكترونية الحديثة لتسهيل وصول المزارعين إلى المعلومات والاستشارات الفنية. وأشار إلى أن المبادرة تضع ضمن أولوياتها تكليفات وزير الزراعة بالتوسع في مجالات الدعم الفني لتشمل استشارات متخصصة في التقنيات الزراعية المستدامة، وإدارة الموارد المائية بكفاءة، وتحسين خصائص التربة، بما يتماشى مع رؤية مصر للتنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي.
واختتم رئيس مركز بحوث الصحراء حديثه بالتأكيد على أن مبادرة “اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير” أثبتت أن تقديم الدعم العلمي والفني المستمر للمزارعين، خاصة في المناطق الصحراوية الناشئة، يمثل أحد أهم دعائم نجاح مشروعات التنمية الشاملة. فتمكين الفلاح وتزويده بالمعرفة اللازمة للتعامل مع أرضه وفقًا لأحدث الممارسات الزراعية لا يخدم مصلحة الفرد والأسرة فحسب، بل ينعكس بشكل مباشر على الأمن الغذائي والاجتماعي لمصر. وأكد أن المبادرة ليست مجرد مشروع توعوي مؤقت، بل هي نموذج عملي لالتزام الدولة بتحقيق التنمية الحقيقية من خلال المعرفة والتطبيق العملي المدروس على أرض الواقع، وتستمر بكل قوة وإصرار لدعم كل مزارع وكل تجمع زراعي في قلب سيناء.
وأضاف أن المبادرة تقوم في الأساس على تقديم استشارات فنية مجانية للمزارعين وتوفير دعم فني مباشر من خلال الزيارات الميدانية ووسائل التواصل الإلكتروني، بهدف رفع وعي المزارعين وتحسين ممارساتهم الزراعية اليومية وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة. وتركز المبادرة على مساعدة المزارعين في تجنب الأخطاء المكلفة، وزيادة كفاءة إدارة الموارد الزراعية، وتحسين جودة وإنتاجية المحاصيل، مع خفض التكاليف التشغيلية لتحقيق أفضل عائد اقتصادي، بالإضافة إلى تمكين الجهات المسؤولة من متابعة الوضع الزراعي بدقة بما يخدم خطط التنمية المستقبلية.