الزراعة و “كاردني” يناقشان دور البحث العلمي والابتكار في تطوير القطاع الزراعي
نظمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في قطاع الإرشاد الزراعي، بالتعاون مع المركز الإقليمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية “كاردني”، ورشة عمل تدريبية هامة تحت عنوان: “تطوير القطاع الزراعي: البحث العلمي .. الابتكار”. أقيمت الورشة برعاية معالي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، الدكتور علاء فاروق، وشهدت افتتاح فعالياتها حضور كل من الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، والدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، والدكتور موفق السرحان، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية.
وأكد الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، أن هذه الورشة تأتي في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها الوزارة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي، وذلك من خلال دعم البحث العلمي وتوظيف أحدث التقنيات. وأوضح أن الورشة تستهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في دعم نمو وازدهار القطاع الزراعي، وتعزيز ممارسات الاستدامة، ورفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى تحسين جودة وتنافسية المنتجات الزراعية المصرية في الأسواق المحلية والدولية. وأشار إلى أن هذه المبادرة تعكس رؤية وزارة الزراعة الهادفة إلى تعزيز وبناء قدرات العاملين في القطاع، وترسيخ المنهج العلمي والتكنولوجي كركيزة أساسية لتطوير الزراعة في مصر.
واستعرضت ورشة العمل عدداً من المحاور الهامة التي ترتكز على دور البحث العلمي والابتكار في خدمة القطاع الزراعي. وشملت المناقشات أحدث التطبيقات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا النانو، والهندسة الوراثية، فضلاً عن تفعيل الشراكات البحثية بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص، واستعراض آليات دعم منظومة الابتكار الزراعي. كما تناولت الورشة موضوع الزراعة الذكية والتحول الرقمي، وأهمية توظيف الأدوات الرقمية وتحليل البيانات في تحسين عمليات الإنتاج، وترشيد استهلاك الموارد. بالإضافة إلى ذلك، تم التركيز على تطوير سلاسل القيمة الزراعية من خلال رفع كفاءة العمليات الزراعية والتسويقية، وتعزيز دور التعاونيات والشراكات، واستخدام التكنولوجيا لتطوير سلاسل التوريد وتحقيق قيمة مضافة للمزارعين.
كما سلطت الورشة الضوء على الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في ظل التحديات التي يفرضها تغير المناخ، واستعرضت استراتيجيات الحفاظ على الأراضي والمياه، والتعامل الفعال مع تأثيرات التغير المناخي، وتطبيق السياسات والتقنيات الحديثة لتحقيق الاستدامة. وتضمن النقاش أيضاً سبل تحسين جودة الصادرات الزراعية وتعزيز تنافسيتها من خلال الالتزام بمعايير الجودة، وفهم متطلبات الأسواق العالمية، وأهمية الشهادات الدولية والتكنولوجيا الحديثة في رفع جودة المنتجات وزيادة فرص التسويق والتصدير. وجرى التأكيد على أهمية الزراعة العضوية كأسلوب لتحقيق الاستدامة الزراعية، مع مناقشة الفرص الاقتصادية والتحديات التي تواجه المزارعين والسياسات الداعمة، بالإضافة إلى استعراض تجارب ناجحة في تطبيق الممارسات الزراعية العضوية.
من جانبه، أشاد الدكتور موفق السرحان، المدير التنفيذي للمركز الإقليمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية، بالتعاون المثمر والبناء بين المركز ووزارة الزراعة في مصر في تنظيم هذه الورش التدريبية الهادفة إلى تطوير مهارات وقدرات العاملين في القطاع الزراعي. وأكد على أهمية هذه الورش في الخروج بتوصيات قيمة يمكن تعميمها على الدول الأعضاء في المركز للاستفادة منها، بما يسهم في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة في تلك الدول. وأشار إلى استمرار المركز في تنظيم المزيد من الفعاليات المشتركة بالتعاون مع قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة لتبادل الأفكار والخبرات، وهو ما يتماشى مع أهداف ورؤية المركز في توفير الاستشارات الخبيرة والدعم الفني والبحوث الميدانية والأنشطة المتخصصة والاستراتيجية.
وشارك في فعاليات ورشة العمل نخبة من ممثلي معاهد البحوث التابعة لوزارة الزراعة، شملت معاهد بحوث المحاصيل الحقلية، والقطن، ووقاية النباتات، وأمراض النباتات، والمحاصيل السكرية، وتكنولوجيا الأغذية، والاقتصاد الزراعي، والهندسة الزراعية، والأراضي والمياه والبيئة، بالإضافة إلى المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، والمعمل المركزي للمناخ الزراعي، ومركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة. كما شارك ممثلون عن قطاعات تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، والخدمات الزراعية والمتابعة، والجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، والهيئة العامة للإصلاح الزراعي، والاتحاد التعاوني الزراعي المركزي، والجمعية العامة للإصلاح الزراعي، ومديريات الزراعة بمحافظات الجيزة، والفيوم، والمنوفية، والقليوبية، والغربية.