الدكتور محمود صابر يكشف أسرار حمى الألبان في الأبقار الحلّابة
يُعدّ مرض “حمى الألبان” أحد التحديات الشائعة والخطيرة التي تواجه مربّي الأبقار الحلّابة حديثة الولادة. ولإلقاء الضوء على هذا المرض وأبعاده، استضاف برنامج “أمراض إكس لارج” المذاع عبر راديو “هواها بيطري” الدكتور محمود صابر، الأستاذ المساعد بقسم الباطنة بكلية الطب البيطري – جامعة القاهرة. في هذا الحوار الخاص، يكشف الدكتور صابر عن ماهية حمى الألبان، وأسباب الإصابة بها، وأعراضها، بالإضافة إلى بروتوكولات العلاج وأهم سبل الوقاية منها.
في حوار خاص لـ”هواها بيطري”، تحدّث الدكتور محمود صابر، الأستاذ المساعد بقسم الباطنة بكلية الطب البيطري – جامعة القاهرة، عن مرض “حمى الألبان” الذي يُعد من الأمراض الشائعة والخطيرة التي تُصيب الأبقار الحلّابة حديثة الولادة.
ما هو مرض حمى الألبان؟
أوضح الدكتور صابر أن حمى الألبان هي حالة مرضية ناتجة عن نقص حاد ومفاجئ في عنصر الكالسيوم في جسم البقرة عقب الولادة، وتحديدًا خلال فترة إنتاج “السرسوب” (اللبن الأول). وأكد أن هذا المرض يختلف تمامًا عن نقص الكالسيوم في العجول النامية أو غير الملقحة، إذ إن النقص في تلك الحالات قد يكون نتيجة سوء امتصاص الكالسيوم أو انخفاضه في العليقة.
أسباب الإصابة بحمى الألبان؟
وصف الدكتور صابر حمى الألبان بأنها أحد أمراض سوء التمثيل الغذائي، والتي ترتبط بقدرة جسم الحيوان على تحويل الغذاء إلى إنتاج (لبن أو لحم). وبيّن أن تنظيم مستوى الكالسيوم في جسم الأبقار يعتمد على هرمونين أساسيين:
الكالسيتونين: يعمل على تقليل مستوى الكالسيوم عند ارتفاعه.
الباراثورمون: يُفرز عند انخفاض الكالسيوم، ويساعد على رفع مستواه.
وأشار إلى أن الخلل يحدث غالبًا في مرحلة الجفاف (مرحلة تجفيف الضرع قبل الولادة)، إذ يؤدي تقديم عليقة غنية بالكالسيوم في تلك المرحلة إلى خمول أو تراجع نشاط غدة الباراثورمون، مما يجعل الجسم غير مستعد لسحب الكالسيوم عند الحاجة بعد الولادة، ما يؤدي إلى نقص مفاجئ. ومن الأسباب المساعدة على ظهور المرض:
• انخفاض مستوى فيتامين د3 نتيجة ارتفاع الفسفور في العليقة.
• نقص عنصر المغنيسيوم، الضروري لتحفيز امتصاص الكالسيوم.
ما هي أعراض حمى الألبان:
وحول الأعراض، هناك علامات للمرض تظهر تدريجيًا حسب درجة نقص الكالسيوم، وتبدأ مباشرة عقب الولادة، وتشمل:
• الرقاد على الأرض لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 ساعة، ويُعد أول مؤشر واضح على الإصابة.
• الهياج العصبي وعدم الاتزان وارتفاع درجة الحرارة.
• الرقاد على الصدر نتيجة نقص الاستجابة العصبية، ويصاحبه ارتخاء في العضلات، واتساع حدقة العين، وزيادة في النبض، وانخفاض في ضخ الدم.
• الرقود على الجانب، وهو أخطر المراحل، حيث تضعف فرص الشفاء، وإذا لم يُتخذ التدخل السريع، فقد يؤدي إلى نفوق الحيوان.
إذا ما هو بروتوكول العلاج؟
يجب التدخل السريع والمناسب حسب المرحلة المرضية. فعند ظهور أعراض الهياج، يجب إعطاء الحيوان محلول يحتوي على الكالسيوم بتركيز 25% إلى 40% عن طريق الوريد البطيء، بجرعة 500 مل خلال 20 دقيقة، لتجنّب اضطراب ضربات القلب.
وفي حال عدم الاستجابة، يمكن تكرار الجرعة خلال 12 ساعة. وإذا استمرت الأعراض، يُنصح باستخدام محلول جلوكوز بتركيز 50%، لاحتمالية تشابه الأعراض مع نقص الجلوكوز في الدم.
وفي حالة استمرار تدهور الحالة، يجب فحص الضرع والجهاز الحركي لاحتمال وجود مشكلات أخرى مثل عسر الولادة أو احتباس المشيمة، ويُوصى بإجراء فحص شامل لتحديد السبب الدقيق.
الوقاية خير من العلاج
واختتم الدكتور صابر حديثه بالتأكيد على أن الوقاية هي السبيل الأفضل لتجنب المرض، وتوفير الجهد والتكاليف، ونصح باتباع الخطوات التالية:
- متابعة الأبقار القريبة من الولادة، والتأكد من سلامتها بعد الوضع.
- تهيئة الجسم لنقص الكالسيوم خلال فترة الجفاف عبر تنظيم العليقة الغذائية.
- الحفاظ على توازن العناصر الغذائية المهمة مثل الفسفور، الزنك، المغنيسيوم، وفيتامين د3.