الدكتور حسين خلف الله استشاري الاستزراع السمكي ل”هواها بيطري” : الاستزراع يغطي ما يقارب الـ80% من الاستهلاك المحلي رغم التحديات التي يواجهها
الدكتور حسين خلف الله، استشاري الاستزراع السمكي والمتخصص في زراعة الجمبري كان ضيفا على راديو هواها بيطري في أكثر من لقاء ، وهو عالم وخبير في المجال . تحدث معنا عن الاستزراع السمكي وتحدياته ، والمزايا التي تتمتع لها مصر في هذا المجال ، والفرص المستقبلية للاستفادة القصوى من هذا الاستثمار الخصب ، والذي يمثل عمودا أساسيا في مجال الأمن الغذائي.
ما هو موقع مصر تحديدًا على خريطة الاستزراع السمكي وإنتاج البلطي عالميًا؟
– نمتلك مساحات مائية واسعة بالإضافة لمساحات المزارع السمكية والاستزراع المكثف وشبه المكثف، ونحتل المركز التاسع عالميا في إنتاج السمك من الاستزراع السمكي، والثالث على مستوى العالم في إنتاج البلطي وحده، حيث يتم إنتاج ما يقرب من مليوني طن من أسماك المزارع، والاستزراع السمكي المصري أصبح يغطي ما يقارب الـ80% من الاستهلاك المحلي.”
على الرغم من التطور في قطاع الاستزراع السمكي، هل تواجه مصر تحديات في هذا المجال؟
– صناعة الاستزراع السمكي في مصر تواجه مشاكل كبيرة، حيث إننا لازلنا نستخدم طرق زراعة السمك القديمة التي تعتمد على الأحواض الكبيرة في الزراعة، حيث اتجه العالم إلى زراعة الأسماك المكثفة، حيث تصل إنتاجية أسماك البلطي داخل المكثف إلى 15 كيلو لكل متر مربع، بينما الحوض الكبير يكون على مساحة فدان وينتج ما يقارب الستة أطنان، أي يمكن للزراعة المكثفة الحديثة أن تنتج ما يقارب العشرة أضعاف الكمية المنتجة في الأحواض الكبيرة التقليدية.”
وماذا عن مرحلة ما بعد الإنتاج والتصنيع السمكي في مصر؟
-مصر تفتقد إلى التصنيع السمكي، فعلى سبيل المثال مزارع السمك البلطي تواجه تحديات كبيرة أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف، لأن معظم خامات الأعلاف تأتي مستوردة من الخارج، بالإضافة إلى أن طرق التجميد تقلل من قيمة الأسماك وتفسد اللحم بخلاف الجمبري حيث يزيد قيمته بالتجميد.”
تحدثت عن أنواع الجمبري الموجودة في المياه المصرية وتلك التي يتم زراعتها، فما هي أبرز هذه الأنواع ولماذا يفضل المزارعون أنواعًا معينة؟
-المياه المصرية تمتلك العديد من أنواع الجمبري وخاصة نوعي القزازي والسويسي وهما الأغلى في العالم، ولكن يعزف أصحاب المزارع المصرية عن تربية هذين النوعين وذلك لصعوبة تربيتهما وظروفهما المعيشية وارتفاع نسبة الافتراس فيهما، بينما يتم زراعة أنواع أخرى من الجمبري مثل: الجمبري ذا الأرجل البيضاء وهو غير موجود داخل المياه المصرية ومأخوذ من الإكوادور، وهو النوع الأكثر انتشارا في العالم وذلك بسبب أنه نباتي مما يجعل العلائق الخاصة بهم رخيصة، ولا يقوم بالجلوس على القاع طيلة الوقت ويقوم بالسباحة مما يجعل من الممكن تربيته بكميات كبيرة داخل الحوض الواحد، كما أنه ينشط ليلا ونهارا، بالإضافة إلى أنه يعطي الوزن التسويقي له خلال أربعة أشهر، موضحا أن هذا النوع من الجمبري لاقى نجاحا مبهرا في داخل مصر.”
ذكرت خلال لقائك في برنامج “الذهب الأزرق” على راديو هواها بيطري معلومات مثيرة عن سلوكيات الأسماك، فهل يمكن أن توضح لنا هذه النقطة؟
-من الخطأ الشائع عند الكثير من الناس القول بأن الأسماك لا تملك ذاكرة قوية بل على العكس تماما فالسمك يمتلك ذاكرة قوية للغاية فهو يعرف أماكن الطعام ويأتي إليها ويعرف الأصوات التي تصاحب أو تسبق الطعام، لذلك يقوم مربي الأسماك إلى إحداث ضجيج أو إطلاق صافرات قبل تقديم الطعام لسهولة جمعهم. كما أن الجمبري من الكائنات التي يصعب التعرف على خصائصها أو سلوكياتها.