حوارات بيطرية

د. محمد عبد ربه: الإجهاد الحراري في الأبقار أزمة صيفية تتطلب إدارة ذكية | خاص

كتب – محمد أشرف

في إطار حرصنا على تسليط الضوء على التحديات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية، كان لنا هذا اللقاء الخاص عبر “هواها بيطري” مع الدكتور محمد عبد ربه، خبير الثروة الحيوانية، حيث تحدث بإسهاب عن واحدة من أخطر المشكلات التي تواجه مربي الأبقار الحلوب خلال فصل الصيف، وهي “الإجهاد الحراري”. تناولنا خلال اللقاء تأثيرات هذه الظاهرة على صحة وإنتاجية الأبقار، بالإضافة إلى أحدث الاستراتيجيات العلمية والعملية لمواجهتها.

دكتور محمد، يُعد الإجهاد الحراري من أخطر التحديات التي تواجه مربي الماشية، وخاصة الأبقار الحلوب خلال أشهر الصيف الحارة. هل يمكن أن توضح لنا ما هي “منطقة الراحة الحرارية” للأبقار، وكيف يؤثر تجاوز هذه المنطقة على صحتها وإنتاجيتها؟

“منطقة الراحة الحرارية” للأبقار تتراوح بين 14 و25 درجة مئوية. كل ارتفاع في درجات الحرارة، خاصةً مع ازدياد نسبة الرطوبة، يشكل عبئًا حراريًا إضافيًا. كل زيادة في مؤشر الحرارة والرطوبة (Temperature-Humidity Index) تعني نوعًا جديدًا من الإجهاد الحراري، مما يدفع الأبقار لتقليل استهلاكها للأعلاف، وهذا له تأثير مباشر على إنتاجية الحليب.”

ذكرتم أن الإجهاد الحراري يؤثر سلبًا على كرش البقرة والجهاز الهضمي. كيف يحدث هذا التأثير، وما هي عواقبه على عملية الهضم وإنتاج الحليب؟

“كرش البقرة يتأثر سلبًا بالحرارة الجوية المرتفعة والتقلبات المناخية، ما يؤدي إلى اضطراب في بيئة الميكروبات الهضمية، ويضعف عملية الهضم بشكل عام. هضم الأعلاف ينتج حرارة داخلية عالية، وعندما تعجز البقرة عن التخلص من هذه الحرارة، فإنها تقلل من تناول الطعام لتقليل إنتاج مزيد من الحرارة، مما يؤدي إلى تراجع واضح في إنتاج الحليب وتغير في مكوناته.”

ما هي أبرز استراتيجيات الإدارة والتبريد التي توصون بها للتعامل مع مشكلة الإجهاد الحراري في الأبقار الحلوب؟

“للتعامل مع هذه المشكلة، أوصي بتطبيق نظام تبريد فعّال يعتمد على الرشاشات التي ترطب الجو المحيط بالبقرة، مع استخدام مراوح لزيادة تدفق الهواء وتقليل الحمل الحراري. كما يُنصح باستخدام مظلات مطلية باللون السماوي لعكس أشعة الشمس، وتوفير مياه نظيفة وباردة باستمرار، مما يساهم في تحسين قدرة الأبقار على التكيّف مع درجات الحرارة المرتفعة.”

ما هي الحلول التغذوية التي يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة الإجهاد الحراري على الأبقار، وهل هناك دور للبروبيوتيك والبريبيوتيك في هذا السياق؟

“من بين الحلول التغذية المهمة، يبرز دور البروبيوتيك والبريبيوتيك، والتي تساهم في تحسين بيئة الكرش وكفاءة الهضم. أؤكد أن الخمائر الحية لها تأثير كبير في التخفيف من حدة الإجهاد الحراري.”

في الختام، ما هو تأثير الإجهاد الحراري على مناعة البقرة، وما هي خطورة ذلك على صحتها العامة؟

“الإجهاد الحراري يدفع البقرة لإفراز هرمون الكورتيزول، ما يؤدي إلى ضعف شديد في الجهاز المناعي، ويجعل البقرة عرضة للإصابة بالأمراض. بعد التعرض للإجهاد الحراري، تكون مناعة البقرة في أضعف حالاتها، وهو ما يتطلب تدخلاً سريعًا ومتكاملاً.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى