استحمام الدواجن سر السعادة.. واحذر من التكرار المفرط
قال د. قاسم العراقي، الأستاذ المساعد بقسم سلوكيات الحيوانات ورعايتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، إن الدواجن تقوم بالاستحمام والتي تختلف طريقتها عن الإنسان.
وتابع “العراقي” خلال لقائه في برنامج “أسرار الدواجن” المذاع على راديو “هواها بيطري” إن المربين أو العاملين يشاهدون الدواجن تقوم بالاستحمام عن طريق الحفر في الأرضية ووضع التراب على جسدها ويكون ذلك الشعور تعبيرا على شعور الدواجن بالسعادة وتعبيرا عن الحالة المزاجية للدواجن، وجميع العلماء والمنظمات الأوروبية تعتبر سلوك أخذ الحمام بالأرضية من مؤشرات رفاهية وسعادة الدواجن.
وأضاف أن ذلك السلوك يجب أن يتوافر عدة عوامل له، حيث يجب أن تربى الدواجن داخل المزارع الأرضية المفتوحة حيث تكون هناك مساحة مناسبة للدواجن حتى تقوم بتلك العملية، وأيضا يجب أن تكون الأرضية التي تربى عليها الدواجن مناسبة كأن تكون جافة وغير متكتلة وغير رطبة إلى حد كبير حتى يتم تشجيع الدواجن للقيام بهذا السلوك، حيث إن الدواجن تقوم بهذا السلوك في 2% من وقتها في اليوم.
وأشار د. قاسم العراقي، إلى أن هذا السلوك خاص بشكل رئيسي بالدواجن التي تربى على الأرضية، ولكن أيضا الدواجن التي تربى داخل البطاريات تقوم بهذه العملية ولكن تسمى بالاستحمام بالفراغ حيث تقوم الدواجن داخل البطارية بعمل رعشة شديدة للجسم لإزالة أي عوالق بها.
الإحباط عند الدواجن
وأضاف أن علماء السلوك قالوا بأن ذلك الشعور يعد تعبيرا عن الإحباط، حيث قام العلماء والباحثين بتجربة وضعوا خلالها بعض الدواجن داخل مزرعة مفتوحة وتركوها لمدة طويلة ثم قاموا بوضعها داخل بطاريات، حيث لاحظ العلماء ارتفاع نسبة الكورتيزون لديها بعد 48 ساعة فقط من وضعها داخل البطارية وذلك لزيادة نسبة الإحباط لديها وحرمانها من هذا السلوك الغريزي.
وأكد أن هناك عدة عوامل تساعد في زيادة هذا السلوك، حيث يزيد هذا السلوك في فترة الظهيرة، وايضا حرارة الجو حيث يزيد فعل عملية الاستحمام لدى الدواجن في درجات الحرارة العالية وذلك لتخفيف درجة حرارة الجسم، وأيضا من الأشياء التي تزيد من فعل الدواجن لهذا السلوك هو رؤية الدواجن الأخرى تقوم بالاستحمام، لذلك وجد العلماء والباحثين أن هذا السلوك سلوك معدي فبمجرد أن يقوم أحد الدواجن بالاستحمام حتى يقوم الباقي بالاستحمام.
وأضاف أن نوع الأرضية والمواد المستخدمة في الفرش له تأثير كبير على القيام بهذا لسلوك، حيث إنه كلما كان الفرش المستخدم في الأرضية خشن مثلا تمتنع الدواجن عن ذلك السلوك لأنها قد تسبب ألما لها، على النقيض كلما كان المواد المستخدمة في الأرضية ناعمة كلما كان حافزا على القيام بعملية الاستحمام.
وأوضح أن الدواجن تقوم بهذا السلوك لعدة أسباب منها تنظيف وتحسين مظهر الريش، وأيضا لأنه يقلل من معدل الإصابة بالطفيليات الخارجية أو الحشرات التي تؤذيه أو تزعجه. وأكد أن الدواجن إذا قامت بهذا السلوك أكثر من المعدل الطبيعي لها فذلك لا يدل على الراحة أو الرفاهية بل العكس تماما لأن ذلك يكون مؤشرا قويا على إثارة شعور وعدم ارتياح للدواجن لأي أعراض خارجة مثل إصابتها بالطفيليات الضارة أو الحشرات أو أي عوالق على جسدها، لذلك يعتبر ذلك السلوك مفيدا للباحثين والمربين للوقوف على راحة ورفاهية الدواجن وأيضا على توترها وانزعاجها