“أسرار الدواجن”.. تتذوق السكر والملح ولا تشعر بالشطة
قال د. قاسم العراقي، الأستاذ المساعد بقسم سلوكيات الحيوانات ورعايتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، إن موضوع التذوق في الدواجن مهم جدا فهناك الكثير من العاملين في المزارع يتساءلون عما إذا كانت الدواجن تستطيع أن تتذوق وتشعر بطعم الدواء المر أو السكر أو الأحماض؟
وأضاف “العراقي” خلال لقائه ببرنامج “أسرار الدواجن” المذاع عبر راديو “هواها بيطري” أنه لكي نعلم أكثر عن التذوق لدى الدواجن ينبغي أن نعرف معلومات عن حلمات التذوق عند الدواجن، فالإنسان والحيوانات والدواجن تمتلك حلمات التذوق داخل الفم، فالإنسان يمتلك أكتر من 12.000 حلمة تذوق موزعة داخل الفم، بينما الأبقار تمتلك 14.000 حلمة تذوق.
حلمات التذوق
وأشار إلى أن حلمات أو بثور التذوق موزعة داخل الفم حيث يوجد جزء منها على طرف اللسان وهو المسؤول عن تذوق السكريات، وجزء في نهاية سقف الحلق وهي المسؤولة عن تذوق الأشياء المرة.
وتابع: “تتراوح حلمات التذوق عند الدواجن من 300 إلى 350 حلمة تذوق داخل الفم ولكن تختلف أماكنها حيث تتركز عند نهاية اللسان في سقف الفم بجوار الغدد اللعابية وهذا يجلها تشعر بمذاق المرارة أكبر ولكن هذا لا يعني أنها لا تشعر بباقي المذاقات بل على العكس”.
وذكر الأستاذ المساعد بقسم سلوكيات الحيوانات ورعايتها بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أن هناك العديد من الأبحاث التي أجريت من قبل العلماء عن التذوق عند الدواجن، ومن هذه التجارب ما قام به بعض العلماء من تأكيد تذوق الدواجن للسكريات فقاموا بوضع محلول “السكروز” ومحلول “السكارين” لأنه لا يتحلل داخل الجسم فوجدوا أن الدواجن تختار محلول “السكاروز” ولا تختار محلول “السكارين” وذلك لعدم استساغة الدواجن لها.
وأضاف، من التجارب أيضا ما قام به بعض العلماء على بعض الطيور التي تعاني من نقص “الثيامين” فيتامين B1 ومن المعروف أنه سكري إلى حد ما، فعندما قام الباحثين بوضع ماء به مادة الثيامين وآخر ليس به الثيامين وجدنا أن الطيور تختار الشرب من الماء الذي به الثيامين وذلك يؤكد أن الطيور تختار الشيء المقبول بالنسبة لها.
واستطرد، من التجارب أيضا تجربة تذوق المالح والأحماض والمر فعند تقديم الماء إلى الطيور ويوضع بها تلك العناصر بشكل زائد نجد أن الطيور لا تشرب من هذه المياه لأنها أصبحت غير مستساغة بالنسبة لها.
وأوضح د. قاسم العراقي، أن الطيور تستطيع أن تميز الأملاح والأحماض والمرارة، أيضا هناك بعض العلاجات التي تقدم إلى الطيور وتحتوي على الشطة الحمراء ولا تشعر الطيور بذلك المذاق وبدرجة الحرقة الشديدة داخل الفم، وذلك لأن الطيور تفتقر إلى المستشعرات التي تجعلها تتذوق وتشعر بالمادة الحارة على عكس الإنسان ولذلك يستخدمها بعض الأطباء البيطريين كعلاج للكوكسيديا. وأكد أن الطيور تستطيع أن تحدد وتميز درجة حرارة الماء الذي تشربه وتستطيع أن تفصل بين الماء الساخن والماء البارد، حيث لا يستطيع الطائر شرب الماء الساخن حتى لو كان عاطشا إلى حد كبير ولكن على النقيض تماما فتستطيع الطيور أن تشرب الماء وإن كان وصل إلى حد التجمد، ولذلك من طرق العناية بالدواجن هي وضع الثلج في الماء في فصل الصيف حتى تستمتع الدواجن بالماء البارد.