مصر تعزز التعاون الإقليمي في تجارة الماشية واللحوم

كتب-محمد أشرف

، شاركت مصر بوفد رفيع المستوى، يضم ممثلين عن القطاعين الحكومي والخاص، في فعاليات الاجتماع الإقليمي الثامن للهيئات التنظيمية لدول الإيجاد (IGAD) ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي استضافته دبي خلال الفترة من 1 إلى 2 يوليو 2025 ، جاءت هذه المشاركة بدعوة من المركز المعني بالمناطق الرعوية وتنمية الثروة الحيوانية (ICPALD) التابع لمنظمة الإيجاد.

عقد الوفد الحكومي المصري الدكتور حامد موسى الأقنص، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، فيما مثل القطاع الخاص المصري الدكتور إبراهيم القاضي،تجسد هذه المشاركة المتكاملة حرص مصر على تعزيز الشراكة بين القطاعات المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع تجارة الماشية واللحوم.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الدكتور الأقنص على الأهمية البالغة لتعزيز التجارة الآمنة والمستدامة للحيوانات الحية واللحوم بين دول المنطقة. شدد على ضرورة مراجعة الأوضاع الصحية الراهنة،وتحديد التحديات التي تواجه انسياب السلع الحيوانية بسلاسة، وتطوير آليات قوية للثقة والشفافية بين الدول المصدرة والمستوردة.

وأشار رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية إلى التزام وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بدعم الجهود الإقليمية الرامية إلى تحقيق عدد من الأهداف المحورية، تشمل هذه الأهداف تطوير أنظمة الرقابة في إطار التحول الرقمي، وتعزيز تبادل المعلومات حول الأمراض الوبائية لضمان الاستجابة السريعة والفعالة.

كما أوضح الدكتور الأقنص سعي الوزارة لتنويع مصادر استيراد اللحوم وفقًا لأعلى معايير السلامة والجودة، إلى جانب دعم العلاقات الفنية والبيطرية مع الدول الأفريقية والعربية الشقيقة، وتأتي هذه الجهود في إطار المساهمة الشاملة في تحقيق أهداف الدولة نحو الأمن الغذائي الشامل ومفهوم “الصحة الواحدة” الذي يربط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة.

من جانبه، ألقى الدكتور إبراهيم القاضي كلمة ممثلًا عن القطاع الخاص المصري، حيث سلط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه استيراد اللحوم من الدول الأفريقية، وتتضمن هذه التحديات مشكلات تتعلق بجودة بعض الشحنات المستوردة، وارتفاع تكاليف النقل والخدمات اللوجستية التي تؤثر على السعر النهائي للمنتج.

ولفت الدكتور القاضي إلى الحاجة الملحة لتيسير الإجراءات وتقليل أزمنة الإفراج الجمركي لضمان تدفق أسرع للمنتجات، بالإضافة إلى التحدي المستمر المتمثل في تقلبات الأسعار العالمية والمنافسة الشديدة مع اللحوم المستوردة من مصادر أخرى حول العالم.

واقترح الدكتور القاضي عددًا من الحلول المبتكرة لتجاوز هذه التحديات، منها تطوير البنية التحتية وتحسين كفاءة الموانئ لتسهيل حركة التجارة، وتبسيط الإجراءات الجمركية لتسريع عملية الاستيراد، كما دعا إلى توفير تسهيلات تمويلية للمستوردين لتخفيف الأعباء المالية، وإطلاق حملات توعية مكثفة لتعزيز ثقة المستهلك في اللحوم المستوردة.

وشدد على أهمية إبرام شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع الدول الأفريقية لتأمين مصادر مستقرة للإمدادات، وتنويع مصادر الاستيراد بشكل عام لضمان استقرار السوق وتجنب الاعتماد على مصدر واحد.

وفي ختام الاجتماع، أكد الوفد المصري، بشقيه الحكومي والخاص، على الأهمية القصوى للتكامل والتنسيق المستمر بين جميع الجهات المعنية، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي، يهدف هذا التنسيق إلى تعزيز منظومة تجارة الماشية واللحوم بشكل شامل، بما يضمن استدامة الإمدادات، ويحقق الأمن الغذائي للمواطنين، ويحافظ على صحة الحيوان، ورفاهية المستهلك في آن واحد.